Monday, November 26, 2007

حلم عابر


هجرت الشموس الوضاءة أفلاكها والنجوم
وانطوت السماء وتلاشى كل شيء
حين توقفت الأشياء جميعها عن الوجيب
وظننت اني في مدارات العدم أدور
كالثور في جناح الساقية - الذليل
لكنني بعد هنيهة بدات أستبين الكارثة
قدماي لم تواصلا المسير بعد أن تصلب الوحل
ويداي ظلتا تلوحان أملا في طلب المساعدة
عيناي شاخصتان تلتهمان منظر التلاشي والحطام
والناس مثلي كلهم واقف يحاول الركوض
والأيدي أجنحة تلتمس الفرار
والعرق مثل رائحة السموم يعبث بالخياشيم
ويضفي على الجلد إحساسا عميقا بالزهق
وحبيبتي كانت هناك لا تكف عن الصراخ

وبحار دنيا عشقنا لم تستطع
أن تحمل البشرى إلى أرواحنا المنهكة
وانسكبت فى ذلك العدم الفسيح

ثم اندلعت نارا تحرق الوجود بلفظها
-------------------------
أجدادنا الخالدين جاؤا كي لا نكون وحدنا

فاجئهم الصمت بعد أن عاد لهم الصوت

فقدوا الكلام بعد أن مات الحنين

بعد أن صارت نفوسنا

لا تبغي سواها من رفيق على هذا الطريق

حين تبلور المعنى وآل للتأويل

لم يختلف أحد حينئذ بل صدق الجميع

وكدت أصرخ في وجه كل صامت يحتبس الألم والأنين

كونوا حجارة أو حديدا

أو جسدا واحدا يإن متوحدا في لحظة العذاب

لكن كل فرد آثر الفردية في حشد الجميع

وظل يصرخ وحده أو يسب وحده

في حظه المشؤوم

يروح أو يجيء تائها

يستشعر المجهول ذي الرائحة الغريبة

والأداء الأسطوري العجيب

ويتمتم بأصوات لا حروف فيها

غير أنها من فرط صدقها قد أوتيت جوامع الكلام

أو يؤتي بالكلام راكعاً أمام عرش معناها المقدس الأثير

متلويا متشظيا لكي ينال فضلة الرقاد سالما

بين طيات المعنى والشهادة

حيث ذوبان الشبه والتشابه

حيث يمحق الأختلاف

فالدهشة مطلقة

والنفوس قد ردت إلى صورتها الأولى

ولم يعد لأي نفس بصمة أو انطباعا

قد تلاشى الفرد والمجموع

ومات الموت في كهفه المظلم ذي الغموض

ولون الشحوب المطلق متشحا بالسواد

قد أقسم على نهاية الموت وأقر بالخلود

ووقفت وحدي بين بين .. يقتلني الإزدواج

وأنا الذي لم أختر أن أكون هنا