Sunday, December 2, 2007

الحب بعد فقدان الذاكرة

كانت المدينة قد أفضت إلى النعاس وانطفأت أنوار الدور والحوانيت ورحل الناس عن الشارع الصاخب ذي الضجيج، وأصبح الليل سيد الموقف ، مسدلا ستائر الظلام على الأفق في ليلة بلا قمراستحال فيها النوم على راقد وحيد ظل يتقلب في سريره كسمكة خرجت للتو من الماء. لم تغمض له عين منذ أول الليل ولم يغفو ولو مرة. كانت عيناه شاخصتين في ظلام غرفته، تحيط بهما هالات سوداء، كأنه لم ينم منذ زمن بعيد. كان يؤرقه طول التفكير في حياته ومستقبله في بلده التي لم يعد بالفعل قادرا على التعايش فيها أو معها. فجأة قرر ألا ينام، فنهض يرتب غرفته بعد أن فتح النافذة وأطال النظر إلى السماء التي اتشحت بالسواد حيث نام القمر بينما هو يقظ لم ينم. أخذه التفكير فيِ شأنه المتعثر،وفجأة تفجر التذكار كيف حدث ذلك؟" ..كيف يحدث ذلك؟
ما الذي يمكن ان يتبقى لنا إذن؟
حبيبتي .. آه .. حبيبتي تركتها هناك تنتظر، على الرصيف ذاته. تركتها ولم أجيء
ما هذا الزمان الذي يشغلنا بتفاهاته عن سر وجودنا؟ ماذا نذكر إذاً إذا نسينا من نحب؟
كنت أسمع جدتي تعزي شرود الشاردين إلى أن الحب أخذ لبهم؟ والآن ماذا لو أن الشرود صار عن الحب؟ .. ماذا أقول لحبيبتي؟ هل قول نسيت ؟هل أطلب منها أن تسامحني ؟ أم أمضي حيث يعرف الآخرون ولا أعرف؟ باحثا عن الحياة في محلات الملابس ورابطات العنق والأحذية اللامعة أم في الصحف والمجلات ، أم أعود اليها مرتديا ثوبي المهلهل متقدسا في صرخة الجوع على صدرها فوق الفراش الخشن؟

3 comments:

أسما said...

I know what it is to stay up late at night twisting in your bed, all alone. The similarity you drew on the fish is great, for when you are in such a state, you are half alive, half dead. Write more to us, bye.

blue indifference said...

thank u hollow. i hope i can read something"Lunatic from u soon"..

Wild at Heart said...

Great to see you blogging again.