Friday, December 14, 2007

ابتسامة بلا سبب

كانت أجمل هذا اليوم من كل يوم رأيتها حين رأيتها من خلف النافذة تخطو بثبات موقع مبتسمة بلا سبب: كانت دائما مبتسمة بلا سبب. هرولت إلى الباب ووقفت خلفه متوجسا يدي على المقبض, عيني نافذة من ثقب الباب وأذني منصتتان تماما تسمعان وقع أقدامها الصاخب إثر قرقعة حذائها وهي تصعد الدرج. فتحت الباب مسرعا حذرا ألا يراها أحد الجيران. دخلت..أول ما دخلت ألقت برأسها فوق كتفي وقالت: أود أن أنام هنا إلى الأبد". كانت تقول وكانت تقول وكنت أصدق. دائما كنت أشعر أنها مسكينة تحبني أكثر مما ينبغي .. أو أكثر مما أحبها

فاجئني غيابها كأني وردة غاب عنها ضوء الشمس بعد طول شتاء أو خريف

صرت اتصفح بعدها وجوه المارة في الشارع علّي أجد لها شبها .. علّى أراها صدفة .. لكنها لم تبدُ لي أبدا. ملت يدي المصافحة حين غابت عنها يدها. حين يجن عليّ الليل أسمع ترانيم ضحكتها صلوات غرام في أذني، أتلفت لا أجد شيئا، حتى إذا عدت عادت كأن بي هوس بها. أحبس أنفاسي أحيانا وكثيرا ما أشعر أني أكتم في صدري صرخة موقوتة كقنبلة أو أتمنع أن تزرف عيني عبرة يحسبها الرائي جوهرة تلمع من بعيد... أين هي الأن؟ .. لا أدري
كيف إذن ياليل أرقد مفرداً .. حتى أعضائي ملت وحدتي

واليوم تفاجئني الصدفة.. آه ما أقسى الصدفة حين رأيته واضعاً ذراعه محتضناً كتفيها ويداه تتدلى تلامس نهدها بينما هي، كما هي لم تزل تمد خيط بسمتها.. بلا سبب
نظرت له أتفحصه، هو الذي جاء بعدي ، ونظرت لها نظرة خاطفة ولم أطل النظر. وبعدما استدرت ركلت الحصى، نظرت إلى السماء هنيهة ثم نكثت رأسي وابتسمت، لا أدري لما ابتسمت
أظنها ابتسامة بلا سبب

No comments: