Sunday, April 26, 2009

الحب هو الجمال

العالم يحتاج مزيدا من الجمال. لماذا تخبئين جمالك خلف زجاج قذر؟ لماذا تمنعين النور أن يضيء دقائق وجهك؟ هل أصبح الجمال مشينا؟ يقول أحد الأصدقاء : الظلام أفضل ألف مرة من كشف العورات. يدعي الفضيلة .. لا أصدقه. لا أقصد أنني لا أصدق أنه فاضل، بل لا أصدق أن الظلام أفضل من النور. نعم أنا تركت العالم خلفي حيث تحجب الأبنية العملاقة ضوء الشمس. جئت للبحر، للمرأة، للسماء. وها أنا أقف على الرمال البيضاء وأرفع رأسي إلى السماء وأمد عيني عبر الأفق. ها هما ذراعاي ممدودان، يتخلل الهواء المنعش إبطي ويسري إلى كل أنحاء جسدي يوقظ ما مات منه أمس، وما يموت من إحساسي دائما طالما يمر الوقت. هائنذا أقترب شيئا فشيئا من حظيرة النسيان؛ نسيان الماضي المشوب بلون القار في أيام الدخان والضوضاء؛ أيام الأسى الهوجاء. هائنذا حيث الله والسماء والبحر والرمال؛ حسث الأرض التي لم يسكنها بعد الأشرار. هائنذا أتقدس في خدر الطبيعة الطاهرة العذراء. هاهي الرمال تتخلل أصابع أقدامي وتدفىء سخونتها ما تجمد مني في أمسي. وهاهي الدموع أخيرا تعطف على جفوني وتنهمر لتغسل ما تراكم على وجنتي من وعثاء الطريق. كانت أعيني عصية الدمع في الماضي بفعل بشاعة الواقع. هاهي الطبيعة بطهرها تمدني بالنقاء، وهاهي الأجفان تذرف ما تبقى من فتات الإنسانية في ذاتي المختلة. هائنذا أستطيع أن أبكي ذنوبي وأتوب. هائنذا أستطيع السجود وحدي ودون طلب من أمي .. هائنذا وسط إخواني من العمالقة؛ البحر الذي يدعوني إلى اللانهاية؛ الجبل الذي يمنحني القوة الجبارة. وها انت امامي تعطيني ما لم أذقه في حياتي البائسة؛ الحب! أنت الحب. أنت رحمة الإله الراضي. أنت طهر الطبيعة. أنت قدس أقداسي. دعيني أحج إليك مرة تلو أخرى. دعيني أغسل ما شوه رجولتي من فتات التاريخ ومن صخب صوت الأب المسيطر. دعيني أعيش في عالمك أنت حيث تولد نجوم وشموس وأكوان تدور في فلك عينيك، حينما يهبك الله صفة منح الحياة، منح السلام، منح الحب. إليك ياسيدتي، يامن لن أشميك هيلين ولا عشتارولا نصف إلهة. أحب الله وأحبك. أحب البحر والجبل والشجر والرمال. أحب نفسي وأحبك

2 comments:

Wild at Heart said...

Mahmoud, this is beautiful. Just...beautiful.
Mabrook if this is true :)

أسما said...

:)

Wish u all the love, beauty and peace in the world.